«عيد التراب»
أصبح لعقد القران والزواج طقوس وتقليعات تفنن فيها البعض في جميع أنحاء العالم.
فسمعنا من يعقدون قرانهم في القطب المتجمد، ويقضون ليلة عرسهم في الفندق المبني والمفروش من الثلج في (آيسلندا)، حتى سرير الزوجية هو عبارة عن لوح ضخم من الثلج - وهو الفندق الوحيد في العالم الذي على هذه الشاكلة، ولا يصمد غير ثلاثة أشهر من السنة وبعدها يذوب، وإذا أراد الواحد أن يحجز فيه فعليه الانتظار ما لا يقل عن ثلاث سنوات إلى أن يأتيه الدور، وذلك من شدة الإقبال عليه.
وهناك من يعقدون قرانهم في منطاد معلّق بين الأرض والسماء، وغيرهم يغوصون في أعماق البحر يلبس بعضهم بعضاً (الدبلات)، ويتبادلون القبلات، ويداعبون الأسماك قليلاً ثم يصعدون إلى السطح فرحين مبللين، بل إن بعضهم عقدوا قرانهم في كهوف تمتد في أعماق الأرض عدّة كيلومترات في ظلام دامس لا يشاركهم فيه غير الخفافيش والعفاريت، كما أن عسكرياً عقد قرانه على ظهر دبابة، ثم هبط مع عروسته إلى داخلها وأخذا يطلقان المدافع الداخلية والخارجية.
وبما أننا لا زلنا ندور في محيط (دقوا المزاهر)، فالبعض يحتفلون بهذه المناسبات ويطلقون عليها تسميّات لم أستطع هضمها، فهم مثلاً يحتفلون بعد مرور سنة واحدة من الزواج ويسمونه عيد (الورق)، وبعد سنتين عيد (الجلد)، وبعد 3 سنوات عيد (الخشب)، وبعد 5 سنوات عيد (الصوف)، وبعد 10 سنوات عيد (البلوّر)، وبعد 20 سنة عيد (اللآلي)، وبعد 30 سنة عيد (الياقوت)، وبعد 50 سنة عيد (الذهب)، وبعد 70 سنة عيد (الألماس)... ولا أدري ماذا يسمون الزواج إذا تجاوز المائة عام؟! فممكن تسميته {عيد التراب}.
نقلا عن الشرق الأوسط